خلال استضافتها في فقرة “شذرات من معهد الهندسة الوراثية”..
العميدة الثانية في تاريخ المعهد الدكتورة “ناهية عبد الحسين” تكشف عن دورها في “التأسيس” وسعيها للحفاظ على مشوار النجاح خلال توليها العمادة بعد الدكتور علي الزعاك
اعداد وحوار: م.م. رند قصي مجيد
تحرير: احمد محمد زميم
تصوير: معن ربيع عباس
اشراف: م.د. رامي علي تقي
واحدة من بين ابرز مؤسسي معهد الهندسة الوراثية، وثاني عميدة في تاريخه، استطاعت أن تخط اسمها بحروف من ذهب، لتكون قدوة حسنة ومثالية لكل من تخرج وحمل اسم وشهادة المعهد، أنها شذرتنا لهذا اليوم الدكتورة “ناهية عبد الحسين” التي ترعرعت في أحضان أسرة عراقية أصيلة وعريقة.
واجهت وتحدت الصعاب في مسيرها الحياتي والعلمي، تمثل بالحصار الجائر على بلدنا الحبيب، لكن ذلك لم يحول دون استمرارها في سكة النجاح حيث حصلت حينها على بعثة لنيل الدكتوراه في بريطانيا، لتنقل تجربتها العلمية الفريدة الى وطنها واجياله ليستفيدوا منها عبر السنين وليستثمروها لخدمة بلادهم.
تولت مهام عمادة المعهد من الأول من كانون الاول لعام 2006 ولغاية الخامس عشر من تموز 2007، حيث تمكنت في هذه المدة القصيرة أن تحافظ على النجاحات المنجزة والمتحققة على يد المؤسس الأول للمعهد الدكتور علي الزعاك.
فهي في ضيافة فقرة “شذرات من معهد الهندسة الوراثية” التي تعدها وحدة الاعلام:
*ما هي بداياتكِ العلمية ومن أين بدأت مسيرتك المهنية؟
ـ في عام 1970، التحقت بكلية العلوم في جامعة بغداد، حيث بدأت رحلتي الأكاديمية، وبعد أربع سنوات، قُبلت لدراسة الماجستير وحصلت عليها في عام 1977، حاملة “شغفاً عميقاً” للعلوم والأدب، لكن بدأت مسيرتي المهنية بعد الدخول في حقل العمل في المجال العلمي حيث صدر آنذاك امرأ بتعييني في محافظة البصرة، في الوقت الذي تعيّنت فيه شقيقتي الدكتورة “نورية عبد الحسين” في محافظة السليمانية لكننا رفضنا أوامر التعيينات هذه بسبب بعد المسافة وبعدها قدمنا طلباً لإعادة التعيين، وبالفعل تحقق لنا ما أردنا؛ إذ انتقلنا للعمل في مؤسسة البحث العلمي، التابعة حينها الى مجلس الوزراء.
*كيف بدأت خطواتكم الفعلية لتأسيس معهد الهندسة الوراثية؟
ــ في عام 1982، سافرت برفقة زملائي على رأس بعثة علمية إلى بريطانيا، حيث نمّينا معارفنا واكتسبنا مهارات جديدة، وعند عودتنا إلى العراق في عام 1986، عُدنا إلى مؤسسة البحث العلمي بلقب “أستاذ مساعد” لكن، ومع نهاية الثمانينات، وفي ظل الظروف السياسية أُلغيت المؤسسة. إلا أننا لم نستسلم، بل استمرينا كفريق علمي أولي تحت رعاية الدكتور علي الزعاك، الذي تواصل مع وزير التعليم العالي آنذاك وأُنشئ قسم للتقنيات الحياتية تابع لكلية العلوم، والذي تحول فيما بعد إلى معهد الهندسة الوراثية، وشهد تطوراً ملحوظاً بفضل جهودنا جميعا ورغم شح الموارد، وبإرادة جماعية، تمكّنا من تجهيز المعهد بأثاث مستعمل وتجهيزات بسيطة، وافتتحناه، مقدمين فيه دورات للدبلوم العالي والماجستير وبعد ذلك للدكتوراه، وعندها تزايد الإقبال على المعهد تدريجياً.
*كيف سعيتهم الى اكمال مشوار النجاح خلال توليكم عمادة المعهد؟
وكان هدفنا إيصال العلوم الحديثة إلى الطلبة، وتحويلها من حافات العلوم إلى علوم أساسية تُثري المعرفة وتدعم التنمية، وفي عام 1999، ومع الدعم المستمر من رئيس جامعة بغداد، أسسنا “معهد الهندسة الوراثية والتقنيات الاحيائية للدراسات العليا”، اكملنا وباصرار بأستمرار ان يكون المعهد منارة للعلم والبحث في ظل كل التحديات.
*كيف تغلبتم على الظروف وقلة الموارد آنذاك وقمتم بتأسيس المعهد؟
مع مرور الوقت، أصبح “المعهد العالي للهندسة الوراثية” مرجعًا ومقصدًا للطلبة والباحثين من مختلف أنحاء العراق، وكان يمثل نافذة على العلوم الحديثة في مجالات الهندسة الوراثية والتقنيات الحيوية تحوّل المعهد إلى بيئة فريدة، حيث تظافرت الجهود بين الأساتذة والطلاب لتطوير الأبحاث وإيجاد حلول محلية للتحديات العلمية التي واجهناها بسبب قلة الموارد.
*في ظل غياب الأجهزة المتطورة كيف حققتم الابتكار والاعتراف الدولي؟
كان كل يوم في المعهد قصة جديدة من العمل الجاد والتحدي في ظل غياب الأجهزة المتطورة، قمنا بابتكار طرق محلية لإنجاز الأبحاث، رأينا الطلبة يقدمون إبداعات وحلولًا متميزة، وأصبحت هذه التجارب تعكس روح الابتكار والإصرار في وجه الظروف الصعبة ومع تزايد شهرة المعهد، تلقينا اعترافًا دوليًا، وساهمنا في تأسيس علاقات تعاون مع مراكز بحثية عالمية، رغم القيود المفروضة.