ــ ‏القراءة جزء أساسي من حياتي .. ووالدي كان يشجعني على التفوق والنجاح
ــ متفائلة جدا بقيادة الأستاذ الدكتورة “سلوى جابر العوادي” للمعهد
إشراف: م.د. رامي علي تقي
إعداد وحوار: م.م. رند قصي مجيد
تحرير: احمد محمد زميم
تصوير: معن ربيع عباس
بدأ عندها الشغف بالعلوم منذ الصغر، شجعها أبويها ووالدها على وجه الخصوص بأن تكون دائما في الصدارة حتى وصلت الى ما هي عليه، خطت براءات اختراع أخذت صدى واسعا بين علماء العراق.
كثيرة النصح الى الآخرين، سيما لطلبتها الذين تخرجوا على يديها والذين فاق عددهم الـ 100 طالب وأيضا حريصة كل الحرص على مستقبلهم.
متفائلة جدا بعمل العمادة الحالية للمعهد برئاسة الأستاذ الدكتورة “سلوى جابر العوادي” حيث وصفتها بأنها جديرة بتحقيق نجاحات قادمة تضاف الى سجل المعهد.
إنها العميدة الثالثة في تاريخ معهد الهندسة الوراثية بجامعة بغداد الأستاذ الدكتورة آمنة نعمة الثويني .. ضيفتنا في شذرات من المعهد وقصة من قصص نجاحه.
‏متى بدأ لديك الشعور بالحس العلمي وما مدى الشغف بذلك؟
ــ بهذا الصدد، ذكرت الدكتورة الثويني، أنها عندما كانت بمقتبل عمرها كانت دائما تفكر في عمل تجارب وكانت تتساءل عن فكرة تحضير غذاء الانسان على شكل حبوب وكانت تحسب أن الوقت الذي تبذله في تناول الطعام هو هدر للوقت”، مضيفة بقولها “أنا من عائلة علمية وكان والدي يحب العلم والتفوق والنجاح وكان الداعم الكبير لي ما جعلني أن أطمح بأن أكون الأولى دائما وابذل قصارى جهودي للوصول إلى التفوق وهذا ما كنت احرص عليه في كل مراحل حياتي الدراسية.
حدثينا عن مرحلة الدراسة الجامعية وبداية الانطلاقة:
ــ وقالت الدكتورة الثويني، أنه “بعد ذلك قبلت في كلية الطب البيطري جامعة بغداد التي كانت تسمى آنذاك بكلية “البروفيسورية” كون أن اغلب أساتذتها كانوا بدرجة بروفيسور، أحببت الكلية وتعلقت بها وكنت الأولى على دورتي، بعدها تم تعييني كمعيدة في نفس الكلية وكان ذلك بعد تخرجي بأربعين يوم فقط.
هل كان لديك أستاذ غير من طريقة تفكيرك الأكاديمي؟
ــ أجابت عن سؤالنا هذا بالقول “نعم كان أستاذي في المرحلة الثالثة “الدكتور إحسان الصقر” والذي هو زوجي حاليا يزودني بالكتب العلمية ويهتم بالعلم و كان هو الداعم الكبير لي بعد والدي في طريقي إلى التفوق والتميز”، مردفة أن “طلبة كلية الطب البيطري كانوا مثل العائلة الواحدة والكل يعرف بعضهم البعض ويتعاونوا فيما بينهم وعندما كنتُ في المرحلة الأولى كان الدكتور “علي الزعاك” عميدنا السابق في المرحلة الرابعة من كلية الطب البيطري.
وأضافت، أنه ‏”بعد إتمام مراحل دراسة البكالوريوس كان طموحي أن أكمل الدراسة خارج العراق، إلا انه أوضاع البلاد حالت دون ذلك حيث توقفت البعثات مما جعلني أن أكمل دراسة الماجستير في العراق وتحديدا عند العام 1987 وبعدها دراسة الدكتوراه وكان مشرفي الدكتور “فاروق العكيدي” الذي اعتبره الأب الروحي، وهو المثال الأعلى للمحبة والأبوة والتواضع وأفتخر انه كان مشرفي عندما توقفت البعثات إلى خارج العراق وتم إعادة كل الطلبة المبتعثين وعلى اثر ذلك تم افتتاح دراسة الدكتوراه في الطب البيطري وكنت أنا ضمن أول دفعة لدراسة الدكتوراه في الطب البيطري داخل العراق بعدما حصلت على المرتبة الأولى في مرحلة الماجستير وتم حصولي على شهادة الدكتوراه عام 1995.
وبينت، أن ذلك أشعرني بالانتماء لمكان عملي وشجعني على الاخلاص له وكان ذلك لنحو 21 عاما وللمدة من 1979 إلى 2000 إلى حين نقلي إلى معهد الهندسة الوراثية والتقنيات الإحيائية للدراسات العليا وذلك في عام 2000 وكان المعهد آنذاك في بداية تأسيسه، ولم يكن هناك كادر تدريسي فيه وكان اختصاصي في المناعة الوراثية والأحياء المجهرية الطبية فكان الدكتور “علي الزعاك” والأستاذ الدكتورة “سلوى جابر العوادي” هم الوساطة في نقلي إلى المعهد لتدريس مرحلة الماجستير وهي أول دفعة افتتحت في المعهد وقد أشرفت على أول طالبة لي وهي الدكتورة “أشواق باسم” في المعهد والتي كانت ثاني طالب تحصل على شهادة الماجستير في المعهد بعد الطالب “حسنين علي” رحمه الله.
وأوضحت، أنه “وبعدها تم افتتاح دراسة الدكتوراه ومن ثم دراسة الدبلوم العالي”، لافتة الى أن “أول إنجاز لي في المعهد كان اصدار المجلة العلمية حيث صدر أول عدد منها عام 2002، وكنت مديرة تحريرها وفي ذات الوقت أتابع كل مجريات طبعها وأقضي ساعات طويلة لحين إنجازها وبعد سفر الدكتور “علي الزعاك” ترأست تحريرها.
ــ ماذا يمثل لك تسنمك مهام عمادة معهد الهندسة الوراثية؟ حدثينا عن ذلك.
ــ في عام 2007 تسلمت وبأمر وزاري عمادة معهد الهندسة الوراثية والتقنيات الإحيائية للدراسات العليا، خلفا للدكتورة ناهية عبد الحسين واستمر ذلك إلى عام 2013، وتمثل تلك المرحلة بأنها تحدي حقيقي لي نظرا للظروف التي كانت تعيشها البلاد سيما على المستوى الأمني المتزعزع جدا آنذاك.
وأضافت، انه وعلى الرغم من تلك الظروف لكنني كنت متفائلة جدا بتطوير المعهد والارتقاء به ولا زلت متفائلة ايضا بعد تسلم مهمة العمادة من قبل الأساتذة الشباب في طليعتهم الأستاذ المساعد الدكتور “سيف داود الأحمر” والعميد الحالي الأستاذ الدكتورة “سلوى جابر العوادي”.
وأشارت الى أن الاسلوب الإداري الذي اتبعته في مهام العمادة كان ذو شقين، الأول هو الارتقاء بالمستوى العلمي للمعهد من خلال تطوير المناهج الدراسية والمختبرات وكذلك فتح الباب أمام أساتذة المعهد والطلبة لعمل الندوات والورش العلمي فضلا عن المشاركات الخارجية وعلى ضوء ذلك تم إقامة ثلاثة مؤتمرات علمية حيث عقد اول مؤتمر للمعهد عام 2008 وأيضا المؤتمر الثاني عام 2009 فيما عقد المؤتمر الثالث سنة 2011 والذي حمل السمة الدولية، فضلا عن عقد اكثر من 10 ندوات علمية في مختلف التخصصات.
اما الشق الآخر للاسلوب العملي الذي اتبعناه هو احترام الوقت واستثماره بالشكل الأمثل يرافقه المرونة والتعاطف مع الموظفين والتعاون معهم سواء ماديا أو معنويا وكانت روح التسامح تعلو كل شيء والفرحة والتفاؤل كانا موجودان رغم الظروف القاسية والوضع الأمني المتدهور وكنت قريبة من الجميع طلبة وموظفين وأساتذة.
‏ كيف أثرت تلك السنوات الخمسة وأربعين في الوظيفة على حياتك الشخصية؟
‏ــ وأكدت الدكتورة الثويني، أن هذه السنوات علمتني الصبر والتحمل وقوة الإرادة والعدالة ومراعاة ظروف الآخرين وأخذ القرار بعد دراسة مستفيضة، حيث كنت أحترم الوقت وأقسمه واعمل لإنجاز المهام دون تأجيل، معتقدة أن هذا الامر هو سر نجاح العمل.
ــ ماذا تعني لك القراءة ؟
أجابت الدكتورة الثويني عن هذا الجانب بقولها أن ‏القراءة جزء أساسي في حياتي إذا إن كثرتها تثقف الإنسان، فهي جعلتني أعرف شيئا عن كل شيء، موضحة أنها تهتم بقراءة الكتب التاريخية والعلمية المتخصصة في المناعة وذلك لأن لها علاقة بالصحة ومجال تخصصي.
هل لديك براءات اختراع أخذت صداها بين الأوساط العلمية؟
وأشارت الدكتورة الثويني، الى أنها لديها عدد من براءات الاختراع بينها براءتها الخاصة بعلاج “مرض اللشمينيا” وهي “حبة بغداد” وهناك براءتي اختراع قيد الإنجاز.
وبينت، أنه “تخرج على يدي أكثر من 100 طالب بكافة المراحل الثلاث (الدكتوراه، الماجستير والدبلوم العالي) وكانوا يتميزون بالتفوق والتميز، وايضا منهم من استلم مناصب عليا مثل الدكتورة “سلوى العوادي” العميد الحالي للمعهد و معاون العميد السابق الدكتور “اسماعيل حسين” وكذلك الدكتور “زهير جدعون” مساعد رئيس جامعة كربلاء والدكتور محمد نشمي مدير وحدة الطب العدلي وايضا منهم عدد من الطلبة بينهم نواب في البرلمان العراقي وبعضعهم مدراء عموميين وبعضهم الآخر تبوأوا مناصب رؤساء ومساعدي رؤساء وعمداء كليات في جامعات عراقية مختلفة وكذلك الكثير منهم أصبحوا أساتذة وحصلوا على لقب “البروف”، اضافة الى ذلك فان لدي 4 كتب علمية منجزة و2 اخرى تحت الانجاز ولدي ايضا اكثر من 200 بحث منشورة محليا وعالميا.
بماذا تنصحين طلبة المعهد؟
ــ انصح الطلبة أن لا يتوقف الطموح لديهم في أي مرحلة يصلون اليها، والنجاح هو مرحلة عادية يمكن أن يصل لها أي إنسان لكن التفوق والتميز ومواكبة العلم هو ما يجب أن يطمح إليه طالب العلم فالإنسان يوميا يتعلم شي جديد، كما وأتمنى كل التوفيق الى الأستاذ الدكتورة “سلوى جابر العوادي” التي أكملت مسيرة الاستاذ المساعد الدكتور سيف داوود الأحمر وهي تعتبر ابنة المعهد وهي أهلا للمسؤولية وكذلك فان الدكتور “علي الزعاك” كان كبيرا بعطائه وعلمه وعمله والدكتورة ناهية ونورية عبد الحسين لا ننسى فضلهما على المعهد.
قبل الختام .. بيت شعري تهديه الينا الدكتورة آمنة الثويني..
ــ أود كثيرا ترديد البيت الشعري لأبو علاء المعري:
“مشيناها خُطى كُتِبت علينا ومن كُتِبت عليه خُطى مشاها”

Comments are disabled.