باشراف ألاستاذ الدكتورة سلوى جابر العوادي – عميد المعهد
وبقلم المدرس الدكتورة هبة حازم حامد – مسؤولة وحدة حقوق الإنسان
معهد الهندسة الوراثية والتقنيات الأحيائية للدراسات العليا – جامعة بغداد
يُعدّ اليوم العالمي للقضاء على الفقر والذي يصادف السابع عشر من تشرين الأول من كل عام مناسبةً عالمية لتجديد الالتزام الإنساني تجاه قضية من أعمق قضايا المجتمع وأكثرها تأثيراً في حياة الشعوب.
وقد بدأت هذه المبادرة الإنسانية عام 1987 عندما اجتمع آلاف الأفراد في باريس لإحياء ذكرى ضحايا الفقر والعنف والجوع، مؤكدين أن الفقر ليس مجرد عجز اقتصادي بل انتهاك لحقوق الإنسان الأساسية. ومنذ ذلك الحين تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم رسمياً عام 1992، وأقرّته ضمن القرار رقم 47/196، ليصبح يوماً عالمياً للتذكير بمعاناة الفقراء والدعوة إلى التضامن الإنساني من أجل القضاء على الفقر بجميع أشكاله.
إنّ الفقر لا يُعدّ مجرد حالة اقتصادية، بل هو انتقاص من كرامة الإنسان وحرمانه من حقوقه الأساسية في الحياة الكريمة، والتعليم، والصحة، والسكن. ومواجهته تتطلب تضافر الجهود الوطنية والدولية، وتبنّي سياسات تنموية عادلة تضمن تكافؤ الفرص للجميع، وصولًا إلى مجتمع أكثر إنصافاً وتوازناً. فالعدالة الاجتماعية ليست هدفاً نظرياً، بل هي أساس لتحقيق التنمية المستدامة والاستقرار الاجتماعي.
تدعو وحدة حقوق الإنسان في معهد الهندسه الوراثيه والتقنيات الاحيائية للدراسات العليا من خلال هذه المناسبة إلى تعزيز ثقافة التكافل والمسؤولية الاجتماعية في الوسط الأكاديمي والمجتمعي، والعمل الجاد على إيجاد حلول واقعية ومستدامة لمشكلة الفقر، من خلال نشر قيم الكرامة الإنسانية، وتشجيع مبادرات التنمية، وترسيخ مبدأ المساواة والعدالة بين جميع أفراد المجتمع.
فالقضاء على الفقر ليس مهمة الحكومات وحدها، بل هو واجب إنساني وأخلاقي يقع على عاتق الجميع، من أجل بناء وطنٍ كريمٍ تسوده العدالة والازدهار.

Comments are disabled.