عقد معهد الهندسة الوراثية والتقنيات الاحيائية للدراسات العليا/جامعة بغداد الندوة الموسومة ” الاسباب الوراثية والعوامل البيئية المؤثرة في زيادة الوزن لدى الاطفال والمراهقين ” بأشراف أ.د. عبد الحسين الفيصل عميد المعهد , ضمن فعاليات الموسم الثقافي للمعهد , وذلك على قاعة المناقشات في المعهد . وترأس الجلسة أ.م.د. باسمة قاسم حسن , وأ.م.د. مارب نزيه رشيد مقررا , كما أستضاف المعهد كل من أ.م.د.عبد الهادي لعيبي الربيعي/أستشاري طب مجتمع ومدير وحدة أبحاث وعلاج السمنة/طب الكندي/جامعة بغداد , و د.علاء شعبان حسين مدير معهد التغذية/وزارة الصحة , وبحضور عددا من اساتذة وتدريسيي وطلبة المعهد بالاضافة الى الضيوف من الكليات والمراكز المختلفة فضلا عن طلبة الدراسات العليا في المعهد . وتناولت الندوة محور تعريف السمنة عند الافراط في تناول الطعام يزيد الوزن نتيجة لزيادة الاكل عما يتطلبه الجسم من السعرات الحرارية , فكلما حصل الفرد على كمية أكبر من السعرات الحرارية فأن هذه السعرات الزائدة تتحول الى دهون وتخزن على هيئة شحوم في الجسم . وقد تسارعت مؤخرا وتيرة زيادة معدلات السمنة لدى الاطفال والمراهقين من الشهية الزائدة ويكون الافراط في تناول الطعام اكثر شيوعا بين ممن يعانون من زيادة الوزن أو البدانة , وتعد بدانة الاطفال مشكلة لكون الكيلوغرامات الزائدة لدى الطفل تضعه على طريق الاصابة بمشاكل صحية تعد شائعة بين البالغين منها مرض السكري وأرتفاع ضغط الدم وزيادة الكوليسترول كما أنها تؤثر على نظرة الطفل وتسبب له الاكتئاب . وأشار أ.م.د. عبد الهادي لعيبي الربيعي الى أرتفاع نسبة السمنة لدى الاطفال والمراهقين في العالم من أقل من 1% في العام 1975 الى نسبة 6% و 8% في عام 2016 وأجمالا فقد أرتفع عدد الذين يعانون من السمنة ممن تتراوح أعمارهم بين 5-19 سنة الى أكثر من عشرة أمثال على الصعيد العالمي , وأن من أسباب السمنة وزيادة الوزن لدى الاطفال والمراهقين تعزى الى أسباب عديدة أهمها الاسباب البيئية ومنها الاجتماعية ونمط الحياة والجزء الاكبر منها يعود الى التوافر السهل والمتاح للاطعمة المرتفعة السعرات الحرارية وغياب الممارسات الرياضية المنتظمة , فضلا عن أنتشار الوظائف الخاملة نتيجة التقدم التكنولوجي أو صناعة الاغذية ومكان المعيشة وأنماط الحياة الشخصية والضغوط المتزايدة , وقلة النوم , كل هذا يمكن أن يسبب تخريبيا في توازن النظام الداخلي للجسم مع زيادة الوزن . وقد أشار د.علاء شعبان حسين أن الطاقة التي يستخدمها الجسم من الاكل يستهلكها الجسم بشكل طبيعي وهي طاقة أساسية ويحتاج اليها الجسم لنشاطه اليومي مثل دقات القلب والتنفس والهضم وطاقة النشاط والحركة التي يحتاجها الجسم في حياته اليومية كالمشي والسباحة وأي نشاط اخر بدني حركي . وكل هذه تتأثر بمجموعة من العوامل المتشابكة منها العوامل الشخصية وتشمل الجنس والسن والعرق والعوامل التنفسية والتفاعلات العاطفية ثم المؤثرات المجتمعية مثل الاسرة والمدرسة ومكان العمل وكذلك المؤثرات الاجتماعية الاخرى مثل الثقافة الصحية والغذائية السائدة في المجتمع ويشمل الصحة العامة والثقافة والتسوق وتصميم المجتمع والطعام والمشروبات وأخيرا العادات الاجتماعية التي ترتبط بالثقافة الصحية. اما المحور الثاني من الندوة تطرقت فيه أ.م.د.باسمة قاسم حسن/معهد الهندسة الوراثية عن دور الوراثة في حدوث السمنة وعلاقة السمنة وحدوثها لشخص دون أخر حتى داخل الاسرة الواحدة ودور الموروثات في حصولها لمسبباتها , وذلك بوصفها الموروث الاول الذي يساهم في أنماط شائعة من السمنة ويطلق عليه الموروث المرتبط بكتلة الدهون والسمنة FTO)) Fat mass and abesity –associated gene وأشارت انه لحد الان الدراسات لم تؤكد ما يقوم به الجين للجسم , ولكن الاشخاص الذي يحملون طراز محدد من هذا الموروث يزنون اكثر بحوالي 70% اكثر عرضة مقارنة مع اولئك الذي يفتقرون اليه , هذا وان توارث الخلايا الدهنية الزائدة على الحد من الاباء والاجداد الى الابناء من الاسباب المهمة وصعبة العلاج في التخلص من السمنة , وهناك عوامل وراثية اخرى تجعل عملية افراز هرمون الانسولين يشكل خطرا كبيرا في تراكم الدهون في الجسم وعدم التخلص منها وأسباب اخرى منها كسل الغدة الدرقية المتسبب عن نقص افرازات هرمون الثيروكسين الذي يسبب بطء في عملية حرق الدهون اضافة الى بعض الادوية كالكورتيزون وغيرها. وفي نهاية الندوة تم التوصل الى بعض التوصيات اهمها وضع ستراتيجيات مستقبلية للوقاية من مخاطر الاصابة بالبدانة او زيادة الوزن وذلك من خلال التوعية الصحية من قبل المؤسسات التعليمية في رياض الاطفال والمدارس الى تقليل استهلاك الاطعمة الرخيصة في حوانيت بيع المواد الغذائية في المدارس والمبالغ في تجهيزها والحاوية على كميات مفرطة من السعرات الحرارية والفقيرة بالقيمة الغذائية , وافضل الاساليب للتخفيف من وزن الطفل هو تعديل نظامه الغذائي والزم كل العائلة بممارسة العادات الصحية الخاصة بتناول الطعام والحركة واحداث تغييرات في النظام الغذائي والنشاط الجسدي لدى الاطفال وفي بعض الاحيان يشمل العلاج الدوائي ايضا , وتقديم النصح والارشاد لذوي الاطفال والمراهقين بالاقلال من الاوقات التي يقضيها الاطفال في الانشطة الترفيهية والمنطوية على الجلوس امام التلفزيون والاجهزة الالكترونية دون حراك لفترات طويلة بل تشجعهم على زيادة المشاركة في ممارسة النشاط البدني من خلال الترويج للانشطة الترفيهية والرياضة التي تبعث على النشاط , وأخيرا الحاجة الى اجراء دراسات وظيفية وذلك لتوصيف وظيفة الجينات وتحديد مواقع الطفرات التي لها علاقة بالسمنة في الاطفال والمراهقين .