تحل علينا الذكرى الخامسة والعشرون لتأسيس معهد الهندسة الوراثية والتقنيات الأحيائية للدراسات العليا بجامعة بغداد ، انطلق المعهد في عام 1990 كوحدة تابعة لكلية العلوم، وتطور سريعًا ليصبح قسمًا للدراسات العليا في مجال التقنيات الأحيائية عام 1993، وفي عام 1999 أصبح معهدًا علميًا مستقلًا. ومنذ ذلك الحين، نجح المعهد في ترسيخ مكانته كصرح علمي رائد في تقديم برامج الدراسات العليا مثل الدكتوراه، الماجستير، والدبلوم العالي.
تأسس المعهد بجهود الأستاذ الدكتور علي عبد الرحمن الزعاك كأول عميد، ومعه فريق من ستة تدريسيين بارزين، وهم: الأستاذ المساعد الدكتور علاء القاضي، الأستاذ المساعد الدكتور عصام فاضل الجميلي، الأستاذ المساعد الدكتورة نورية عبد الحسين، الأستاذ المساعد الدكتورة ناهية عبد الحسين، المدرس الدكتورة سلوى جابر العوادي، والمدرس محمد إبراهيم ،بالإضافة إلى البايولوجي قمر خلوق ،كان لهذا الفريق دورٌ جوهري في تأسيس البنية العلمية والأكاديمية للمعهد.
استمرت قيادة الدكتور الزعاك للمعهد لمدة سبع سنوات، كان لها الأثر الكبير في تعزيز مكانته العلمية. تمكّن من قيادة مسيرة التطوير بالاستناد إلى مؤلفاته ودراساته العلمية، مدعومًا بفريقه التدريسي والإداري.
شهد المعهد توالي عدة عمادات على قيادته، بدءًا من الأستاذة الدكتورة ناهية عبد الحسين والأستاذة الدكتورة آمنة نعمة الثويني ،حيث ساهمتا في دفع عجلة التقدم العلمي والبحثي للمعهد. وفي عام 2013، تولى العمادة الأستاذ الدكتور الدكتور عبد الحسين مويت الفيصل ثم الأستاذ الدكتور عصام فاضل الجميلي ،ليستمر هذا الإرث العلمي المتسلسل حتى عام 2019. بعد ذلك، تولى الأستاذ المساعد الدكتور سيف داود الأحمر قيادة المعهد خلال فترة جائحة كورونا، مستمرًا في تحقيق النجاحات رغم التحديات.
وفي أغسطس 2024، تولت الأستاذة الدكتورة سلوى جابر العوادي ،إحدى المؤسسين السته الأوائل، عمادة المعهد لتقود مرحلة جديدة من التطوير العلمي والإداري، لتسير على خطى الرعيل الأول المؤسس .
على الصعيد العلمي، كانت الإنجازات بارزة لمنتسبي المعهد، منها تأليف وترجمة 22 كتابًا، تسجيل 30 براءة اختراع، ونشر 720 بحثًا في مجلات محلية ودولية، بالإضافة إلى 240 بحثًا مصنفًا ضمن قواعد بيانات “سكوبس”. فضلاً عن رفد مؤسسات الدولة المختلفة بألف باحث يحملون اختصاص الهندسة الوراثية والتقنيات الأحيائية من خريجي المعهد طوال 25 سنة مضت.
إن جامعة بغداد، بمكانتها الرائدة، تعتبر بيتًا للعلم والمعرفة، حيث تحتضن العديد من الكفاءات العلمية مما يسهم في تطوير المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة.
في الختام، تؤكد عمادة المعهد التزامها المتواصل بخدمة الوطن والمساهمة في تطوير الموارد البشرية والبحث العلمي التطبيقي الذي يخدم مؤسسات الدولة الصحية والزراعية والصناعية، مستمرين على درب التميز والنجاح، ومن الله التوفيق.