كتب السيد رئيس فرع التقنيات الاحيائية للدراسات العليا/ جامعة بغداد، الاستاذ الدكتور “قيس قاسم غيمة” مقالا بعنوان “مقاومة المضادات الحيوية تهديد عالمي.. ماذا يمكننا أن نفعل ؟” بالتزامن مع الاسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية، تناول فيه الحلول العلمية التي توصل الناس الى الطريقة التي ينظر بها العالم إلى مقاومة مضادات البكتريا والاعتراف بها باعتبارها أزمة عالمية منذ البداية.
وذكر الدكتورة غيمة، في مقاله “لقد انتبه العالم مؤخرا الى المخاطر الوشيكة الناجمة عن مقاومة المضادات الحيوية، حيث يموت حوالي 25 الف مريض سنويا في الاتحاد الاوربي بسبب عدوى تسببها بكتريا مقاومة لاكثر من مضاد حيوي واحد، ومن المتوقع أن ينمو هذا العدد الى 390 الف مريض سنويا بحلول عام 2050”.
واضاف، أنه “وفي عام 2014 سلطت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الاول عن مقاومة مضادات الاحياء المجهرية على ان هذه المقاومة تشكل تهديدا خطيرا لم يعد مجرد تنبؤ بالمستقبل بل انه يحدث الآن في كل منطقة من مناطق العالم وان العالم أن لم يتخذ أي إجراء فان ذلك ممكن ان يتسبب بوفاة 10 ملايين شخص اضافي سنويا في جميع انحاء العالم بحلول عام 2050”.
وبين، انه “وفي دراسة حديثة مثيرة للقلق الشديد فقد لوحظ مقاومة البكتريا للمضاد من النوع “بوليميكسين” الذي يعد من مضادات الملاذ الاخير للعلاج وهذه المقاومة محمولة على جين ممكن ان ينتقل من خلال البلازميدات وبالتالي انتشارها على مستوى العالم.
واشار، الى ان “مقاومة المضادات الحيوية تعد مشكلة كبيرة في المستشفيات ودوائر الرعاية الصحية حيث تنتقل هذه البكتريا المقاومة بين الاشخاص المحتاجين الى الرعاية الصحية، كذلك الحال مع زيادة السفر بين الدول وبالتالي انتشار هذه البكتريا المقاومة بسرعة وسهولة على مستوى العالم”.
واكد، أن “الأمر الحاسم هنا هو أننا لا نحتاج إلى حلول علمية فحسب، بل نحتاج أيضاً إلى حلول يمكن للناس في مختلف أنحاء العالم الوصول إليها وهذا يبدأ من أننا في حاجة إلى تحول جذري في الطريقة التي ينظر بها العالم إلى مقاومة مضادات البكتريا والاعتراف بها باعتبارها أزمة عالمية منذ البداية”.
وشدد، أنه “يمكن ان تتضافر جهود الباحثين في المؤسسات التعليمية والصحية وغيرها من اجل ايجاد علاجات جديدة للاصابات البكتيرية او ايجاد البدائل لهذه المضادات.
ورغم ان تطوير المضادات الحيوية ضل راكدا وبشكل ملحوظ لعقود من الزمن الا ان هنالك بعض المضادات الحيوية المعتمدة حديثًا، منذ 1 تموز 2017، حصل 13 مضادًا حيويًا جديدًا على تصريح التسويق، لكن اثنين فقط يمثلان فئة كيميائية جديدة ويمكن وصفهما بالابتكار، مما يسلط الضوء على التحدي العلمي والتقني في اكتشاف مضادات حيوية جديدة فعالة ضد البكتيريا وآمنة للبشر، بالاضافة الى ذلك قد يكون هنالك نهج جديد لتطوير المضادات الحيوية يعتمد على البكتريا وهي مضادات حيوية بروتينية ضيقة النطاق تنتجها البكتريا لقتل انواع البكتريا ذات الصلة الوثيقة.
واوضح، أنه “من المشجع أن العوامل البيولوجية غير التقليدية، مثل العاثيات البكتيرية والأجسام المضادة وعوامل تعديل المناعة وعوامل تعديل الميكروبيوم، يتم استكشافها بشكل متزايد كمكملات وبدائل للمضادات الحيوية، ومع ذلك، فإن دراسة العوامل غير التقليدية وتنظيمها ليس بالأمر السهل. وهناك حاجة إلى مزيد من الجهود لتسهيل الدراسات السريرية وتقييم هذه المنتجات، للمساعدة في تحديد متى وكيف يمكن استخدام هذه العوامل سريريا”.
وتابع، أنه “رغم هذه التطورات الواعدة، فاذا واصلنا اساءة استخدام المضادات وتناولها بدون وصفة طبية وعدم التقيد بالجرعات فان خطر المقاومة لن يختفي ابدا, ولكي نتمكن من محاربة هذه المشكلة، يتعين علينا ان نعمل معا على المستوى العالمي وسوف نحتاج الى نهج الصحة الواحدة , الذي يوحد بين الباحثين والاطباء والاطباء البيطريين , ولكن يبقى وعي المجتمع هو القضية الاساسية”.